هذه البرغوثة خدعتني! في يوم من الأيام كنت ساذجا للغاية.. لم أتخيل أن الناس يكذبون.. هذه الصورة نشرتها على فيسبوك عام 2012، وكان المنشور يقول:
أرأيتم تفسير الآية؟ أرأيتم كيف كان صاحب المنشور يسخر مني ومن غيري ويستخف بنا؟ لا أدري هل فعلها قصدا واستخفافا بعقولنا أم كان هو أيضا جاهلا لمعنى الآية.
كم كنت ساذجا عندما صدقت ونشرت! تمر الأيام وألتحق بكلية الطب، وأدرس أن هذه أحد أنواع الحشرات ويسمى برغوثا، وأدرس الحالات الطبية التي يسببها، وبالطبع لا أحتاج أن أقول أنها لا تعيش على البعوض حتما..
تمر الأيام.. ويأتي لي فيسبوك بهذه الصورة على ميزة (ذكريات فيسبوك)، فأضحك من سذاجتي حينها! لقد كنت صغيرا ومعذورا، ولكن ماذا عن هؤلاء الكبار الذين نشروها وصدقوها وقالوا كغيرهم (سبحان الله!).
عزيزي القارئ.. في القرآن الكريم إعجاز ولا ريب.. لكن مثل هذه المنشورات لن تدخل الناس للإسلام بل ستنفرهم منه، سيظن القارئ لمثل هذه المنشورات أن المسلمين أغبياء، لا تنشرها! فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع" وهو حديث في صحيح مسلم، لا تتحمل ذنب الإثم عند نشرك هذا وتأكد من صحة ما تنشره رجاء. وقد تحدثت عن هذا الموضوع في مقال سابق ها هو رابطه وشكرا على القراءة.
إنها حشرة ضئيلة للغاية تعيش فوق البعوضة، العلم اكتشفها حديثا في القرن الحادي والعشرين، لكن القرآن ذكرها منذ 1400 سنة، ألم تقرأ قوله تعالى (إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلًا مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا ۚ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ ۖ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَٰذَا مَثَلًا ۘ يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا ۚ وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ) [البقرة:26] انشر المنشور لعلك تدخل الناس للإسلام!إليكم ما وقع من كذب في هذا المنشور.. إن التفسير الذي ذكر بالمنشور غير صحيح. تفسير الآية التي ذكرت بالأعلى هو أن المشركين سخروا من القرآن لما وجدوه يضرب الأمثال بالذباب كقوله "إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ" أو ضربه الأمثال بالعنكبوت في قوله "مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا" فسخر المشركون من القرآن لأنه يضرب الأمثال بالحشرات، فنزل قوله تعالى "إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلًا مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا" أي أن الله لا يستحيي أيها المشركون أن يضرب مثلا بحشرة صغيرة للغاية مثل البعوضة، "فما فوقها" تعني ما فوقها في الصغر وليس ما فوق ظهرها كما يدعي صاحب المنشور، فالآية تعني أن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ببعوضة أو حتى بما فوقها في الصغر، فالذين آمنوا يصدقون ويعلمون أنه الحق، والفاسقون يسخرون من ذلك ويضلون...
أرأيتم تفسير الآية؟ أرأيتم كيف كان صاحب المنشور يسخر مني ومن غيري ويستخف بنا؟ لا أدري هل فعلها قصدا واستخفافا بعقولنا أم كان هو أيضا جاهلا لمعنى الآية.
تمر الأيام.. ويأتي لي فيسبوك بهذه الصورة على ميزة (ذكريات فيسبوك)، فأضحك من سذاجتي حينها! لقد كنت صغيرا ومعذورا، ولكن ماذا عن هؤلاء الكبار الذين نشروها وصدقوها وقالوا كغيرهم (سبحان الله!).
عزيزي القارئ.. في القرآن الكريم إعجاز ولا ريب.. لكن مثل هذه المنشورات لن تدخل الناس للإسلام بل ستنفرهم منه، سيظن القارئ لمثل هذه المنشورات أن المسلمين أغبياء، لا تنشرها! فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع" وهو حديث في صحيح مسلم، لا تتحمل ذنب الإثم عند نشرك هذا وتأكد من صحة ما تنشره رجاء. وقد تحدثت عن هذا الموضوع في مقال سابق ها هو رابطه وشكرا على القراءة.
التعليقات:
إرسال تعليق
هنا أنت الكاتب، قل ما تريد، كن مهذبا