لماذا نصدق كل ما يداعب هوانا؟



هل تعلم عزيزي القارئ أنه في عام 1983 وبالتحديد في جامعة أكسفورد، لاحظ فريق من علماء الكيمياء والأحياء بالصدفة تغير ترتيب وترابط جزيئات الماء في أحد الأوعية مع بعضها بطريقة ما فتكت بالبكتيريا التي تعيش بها، حاولوا زراعة بكتيريا جديدة في الوعاء فلم يفلحوا، فترتيب جزيئات الماء فتاك للبكتيريا. ووسط ذهول العلماء، خرج عالم مسلم اسمه "عماد كامل" في الفريق بينهم، وقال بينهم: "هل انتهيتم من الذهول؟ أنا أعلم السبب وراء ذلك، فإني قلت (بسم الله الرحمن الرحيم) قبل شربي هذا الكوب من الماء لكن لسبب ما لم أشربه، وقد جعل الله في هذا الماء نقاوة من البكتيريا لم يجعلها في أي كوب آخر لأني ذكرت الله قبل شربه، كما أمرني الرسول."
لم يصدقه الفريق، وطلبوا منه إنشاء كوب آخر مماثل عن طريق قول البسملة، وتفاجئوا بأن الأمر هو نفسه بالفعل! وهنا يخرج قائد الفريق "هنري مارك" من بينهم ويعلن إسلامه وسط دهشة الحضور.
..........
ربما أخذك الحماس أيها القارئ وأنت تريد المسارعة لنشر هذا، ولكن مهلا، أنا مؤلف القصة! لا وجود لهذه التجربة ولا وجود للعالم "عماد كامل" أو "هنري مارك"، وتأكد بنفسك عن طريق النت!
لكن لم حدث ذلك؟ في الواقع انتشرت خرافات المعجزات العلمية التي تداعب هوى المسلمين، وتنتهي القصة باعتناق أحدهم الإسلام، مثل تلك القصص يحبها الناس، ولأنهم يصدقون كل ما يحبونه فإنهم ينشرونه بكل سرعة.


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع (رواه مسلم: في المقدمة، باب النهي عن الحديث بكل ما سمع)

إذا لم تنشر مثل تلك القصص، فليس الشيطان منعك، بل إن خوفك من الكذب واحتمال ذنبه هو الذي منعك.
مثل تلك القصص هي مرمى السهام للملحدين ومحط السخرية، فهي تظهر المسلمين جاهلين أغبياء يصدقون أي شيء، ويتخذ المسلمون مثل تلك المعلومات حتى يزداد يقينا بدينه وتثبتا، فماذا إذا تلاشى هذا العماد بإثبات خطئه، فما مصير ذلك المسلم؟! إنه يتعامل مع تلك الخرافات كأنها عقيدته، ولا يسمح لأحد بالتشكيك أو الطعن فيها، ويهاجمه بعنف، وفجأة: صار لدينا مسلم غير عاقل يمكن دحض أدلته بسهولة، مع أن الإسلام ظل دائما الدين الذي لا تدحض أدلته!

ماذا إن جاء شخص غير مسلم ووجد المسلمين 

ينشرون هذه الأكاذيب الساذجة بينهم ويصدقونها؟ ألن يجعله ذلك يظن أن المسلمين أغبياء؟!

ديننا الإسلام دين قوي لا يحتاج للأكاذيب لإثباته، افخر بدينك أيها المسلم! ولا تنشر الأكاذيب فثم الكثير من الأدلة على صحة دينك فلماذا لجأت للأكاذيب؟
لا أنكر أن بعض الأبحاث تؤيد الإسلام، كأبحاث مثلا تدل على الأضرار الشديدة لشرب الكحول مثلا، لا أنكر ذلك، لكن أغلب ما ينتشر بين المسلمين يكون كاذبا للأسف، فاحذر أيها المسلم، فأنت في زمن الخداع!


فكرة المقال مأخوذة من أحد منشورات (عالم الأكاذيب)، موقعهم هنا، وأنصح بشدة بزيارة موقعهم والقراءة فيه، لأن محتواهم ممتاز.

التعليقات:

إرسال تعليق

هنا أنت الكاتب، قل ما تريد، كن مهذبا

يُشَغَّلُ من Blogger

تصميم الورشة مع تعديل وتطوير مني