في هذا الجزء الثاني سيشرح باقي الأبيات من 10 إلى 19. الأبيات من 1 إلى 9 شرحت في الجزء الأول.
نص الأبيات:
إذا لنشرح هذه الأبيات بيتا بيتا:
إِنَّ الأَفاعي وَإِن لانَت مَلامِسُها * عِندَ التَقَلُّبِ في أَنيابِها العَطَبُ
اليَومَ تَعلَمُ يا نُعمانُ أَيَّ فَتىً * يَلقى أَخاكَ الَّذي قَد غَرَّهُ العُصَبُ
فَتًى يَخُوضُ غِمَارَ الحرْبِ مُبْتَسِماً * وَيَنْثَنِي وَسِنَانُ الرُّمْحِ مُخْتَضِبُ
إنْ سلَّ صارمهُ سالتَ مضاربهُ * وأَشْرَقَ الجَوُّ وانْشَقَّتْ لَهُ الحُجُبُوالخَيْلُ تَشْهَدُ لي أَنِّي أُكَفْكِفُهَا * والطّعن مثلُ شرارِ النَّار يلتهبُإذا التقيتُ الأعادي يومَ معركة ٍ * تَركْتُ جَمْعَهُمُ المَغْرُور يُنْتَهَبُلي النفوسُ وللطّيرِ اللحومُ وللـ * ـوحْشِ العِظَامُ وَلِلخَيَّالَة ِ السَّلَبُلا أبعدَ الله عن عيني غطارفة ً * إنْساً إذَا نَزَلُوا جِنَّا إذَا رَكِبُواأسودُ غابٍ ولكنْ لا نيوبَ لهم * إلاَّ الأَسِنَّة ُ والهِنْدِيَّة ُ القُضْبُتعدو بهمْ أعوجيِّاتٌ مضَّمرة ٌ * مِثْلُ السَّرَاحِينِ في أعناقها القَببُما زلْتُ ألقى صُدُورَ الخَيْلِ منْدَفِقاً * بالطَّعن حتى يضجَّ السَّرجُ واللَّببُفا لعميْ لو كانَ في أجفانهمْ نظروا * والخُرْسُ لوْ كَانَ في أَفْوَاهِهمْ خَطَبُواوالنَّقْعُ يَوْمَ طِرَادِ الخَيْل يشْهَدُ لي * والضَّرْبُ والطَّعْنُ والأَقْلامُ والكُتُبُ
7) إِنَّ الأَفاعي وَإِن لانَت مَلامِسُها * عِندَ التَقَلُّبِ في أَنيابِها العَطَبُالأبيات من 7 إلى 9 شرحت في الجزء الأول، ولكني وضعتها مجددا في هذه الجزء حتى يفهم سياق الأبيات.
8) اليَومَ تَعلَمُ يا نُعمانُ أَيَّ فَتىً * يَلقى أَخاكَ الَّذي قَد غَرَّهُ العُصَبُ
9) فَتًى يَخُوضُ غِمَارَ الحرْبِ مُبْتَسِماً * وَيَنْثَنِي وَسِنَانُ الرُّمْحِ مُخْتَضِبُ
10) إنْ سلَّ صارمهُ سالتَ مضاربهُ * وأَشْرَقَ الجَوُّ وانْشَقَّتْ لَهُ الحُجُبُ
سل الشيء من الشيء: انتزعه برفق منه، ومنه قول سل الشعرة من العجين وسل السيف من غمده.
وصرم الشيء أي قطعه، فالصارم هو السيف.
والحُجُب جمع حجاب، وتأتي بمعنى الساتر، لكن معناها هنا ما أشرف من الجبل أو ما تراه من الجبل.
فهو يقول: وإذا أخرجت سيفي من غمده وجدت الدنيا تتقلب، فالمضارب تسيل على الرءوس، وأنار الجو بإشراق الشمس، وانشقت حجب الجبال خوفا ورهبة من سيفي.
11) والخَيْلُ تَشْهَدُ لي أَنِّي أُكَفْكِفُهَا * والطّعن مثلُ شرارِ النَّار يلتهبُكفكف فلانا عن فعل شيء: صرفه عنه، وهو يقصد أن يكفكف الخيل عن مساعدته.
فهو يقول أنه لا يستعمل الخيل ويكتفي بنفسه والخيل تشهد له ذلك، وشبه طعنه للأعداء كشرار النار في توقدها والتهابها.
12) إذا التقيتُ الأعادي يومَ معركة ٍ * تَركْتُ جَمْعَهُمُ المَغْرُور يُنْتَهَبُانتهب الشيء: أخذه.
13) لي النفوسُ وللطّيرِ اللحومُ وللـ * ـوحْشِ العِظَامُ وَلِلخَيَّالَة ِ السَّلَبُ
والوحش هو ما لم يستأنس من دواب البر كالذئب وغيره.
والخَيَّالة جمع خَيَّال وهو صاحب الخيل.
والسَلَبُ هو ما يُسْلَب والجمع أسلاب، والمقصود بالسلب غنائم الحرب.
"فإذا لقيت الأعداء في معركة جعلتهم غنائم ووزعتهم فلم يبق منهم شيء، فأنا آخذ حياتهم وأنفسهم، والطير يأكل لحومهم، والوحش يأكل عظامهم، والخيالة يأخذون غنائمهم، فلا يبقى منهم شيء."
14) لا أبعدَ الله عن عيني غطارفة ً * إنْساً إذَا نَزَلُوا جِنَّا إذَا رَكِبُواثم يمدح عنترة الأسياد والكرام فيقول..
غطارفة: جمع غطريف، وهو السيد الكريم.
فعنترة يمدح أسياد قومه وكرامهم، فيدعو ألا يحرمه الله منهم، ويقول أنهم مستأنسين إذا نزلوا عن الفرس وجالسوا أقوامهم (في السلم)، ومتوحشين إذا ركبوا الفرس في المعركة (في الحرب).
15) أسودُ غابٍ ولكنْ لا نيوبَ لهم * إلاَّ الأَسِنَّة ُ والهِنْدِيَّة ُ القُضْبُوالهندية: أي السيوف الهندية، وقد عرفت بقوتها.
قُضُب جمع قضيب، ومن الجموع الأخرى لقضيب قضْب وقضبان وقُضبان، والقضيب هو الغصن أو العود المقطوع من الشجرة، والقضيب هو السيف القاطع، لكن معناها هنا هو السيف.
"فهم كالأسود ولكن لا يملكون الأنياب وعوضا عن ذلك يملكون الأسنة الحادة وسيوف الهند."
16) تعدو بهمْ أعوجيِّاتٌ مضَّمرة ٌ * مِثْلُ السَّرَاحِينِ في أعناقها القَببُأعوجيات: نسبة إلى الفرس "أعوج"، وقيل أنه فحل كريم تنسَب الخيل الكرام إِليه.
وضَمَّر الفرس: أي رَبَطَهُ وعَلَفَهُ وسقاه كثيرًا مدةً، وركضَهُ في الميدانِ حتى يخفّ ويدقّ، ومدةُ التضمير عند العرب أَربعون يوما، فهو إذا فرس مُضَمَّر.
والسراحين: جمع سِرحان، وهو الذئب.
وقَبَّ يقُبُّ قَبًّا وقَبَبًا: أي دق خصره وضمر بطنه، فهو أقب وهي قباء.
إضافة: قب الأسد: أي سُمعت قعقعة أنيابه، وقب الناس: أي صخبوا في الخصومة.
"وتعدو بهم أفراس كريمة ضُمِّرت، تشبه الذئاب، وأعناقها دقيقة ضامرة."
17) ما زلْتُ ألقى صُدُورَ الخَيْلِ منْدَفِقاً * بالطَّعن حتى يضجَّ السَّرجُ واللَّببُضج: أي صاح من الشكوى، وهو ضج يضِجُّ ضَجًّا.
والسرج: رحل الدابة وهو معروف.
واللبب: ما يشد على صدر الناقة أو الدابة وهو معروف.
(اللبب: سَيْر يُشدُّ إلى حِزام السَّرْج، مارًّا بين قائمتَي الفرس الأماميَّتين حتّى يتّصل باللِّجام)
اللبب |
السرج |
"وإني في المعركة أضرب صدور الخيل وأطعنهم حتى صاح السرج واللبب من الشكوى."
18) فالعميُ لو كانَ في أجفانهمْ نظروا * والخُرْسُ لوْ كَانَ في أَفْوَاهِهمْ خَطَبُواوالنقع: الغبار الساطع، وقد ذكر في القرآن في قوله [العاديات:٤] "فأثرن به نقعا"
19) والنَّقْعُ يَوْمَ طِرَادِ الخَيْل يشْهَدُ لي * والضَّرْبُ والطَّعْنُ والأَقْلامُ والكُتُبُ
طراد مصدر للفعل "طارد".
"وهذه الطعنة قوية لها أثر، فإذا كان هذا الطعن في أجفان العمي لنظروا، ولو كان في أفواه الخرس لخطبوا.
ويشهد لي ذلك الغبار الذي يسطع ويملأ أرض المعركة بسبب مطاردة الخيل، ويشهد لي ذلك الضرب والطعن والأقلام والكتب."
إبداع
ردحذفشكرا جزيلا!
حذفممتاز جدا هذا الشرح لو تكون سلسله دوريه لشروحات القصائد والمعلقات ومشكور على جهودك وانت مبدع
حذفممتاز جدا هذا الشرح حبذا لو تكون سلسلة دورية لشروحات القصائد والمعلقات
ردحذفشكرا جزيلا، سنحاول إن شاء الله.
حذفماذا يقصد الشاعر ب الاقلام والكتب في البيت الاخير
ردحذفأهلا وسهلا، يقصد أن الكتاب سيسجلون عنه وسيشهدون له بطولاته في أرض المعركة، فتكون الأقلام والكتب شاهدة له.
حذفيعني انو يشهدو الو الاقلام و الكتب
حذفما هي ملامح العصر الجاهلي من خلال الأبيات السابقة
ردحذفشكرا جزيلا علي هذا الشرح الجميل
ردحذفعلى الرحب، أهلا وسهلا
حذفيوجد ابيات ليست مشروحة؟!..
ردحذفتوجد أبيات مشروحة في الجزء الأول من المقال، ووضعت رابط الجزء الأول أعلى المقال.
حذفمشكور على جهودك.
ردحذفإبداع يا اخي شكرا
ردحذفممتاز
ردحذفماهو اللون البياني في جمله والنقع يوم طراد الخيل يشهد به
ردحذفبوركتم لهذه الشروحات والمعلومات المفيده
ردحذفشكرا والله على هذا الشرح
ردحذفوالله انك صادق
حذففي الحقيقة استفدت إلى حد يفوق الوصف، ولله درك يا مشروع الإحياء، حبذا لو اخترتم قصائد للحفظ.
ردحذف