أهلا أيها القارئ، ما رأيك في المنظر الجديد للمقالات؟ قررت أن أجعل المقالات على منظر دردشة على تطبيق تيليجرام أو غيره..
فكرة جميلة! أستطيع الآن الحديث معك داخل المقال!
هل يعجبك؟ طيب بالمناسبة هو لا يعجبني 😔️
كعادتك أيها المأمون ستخرج لي بنصف الكوب الفارغ من هذا المنظر.. ما الذي لا يعجبك فيه؟ أنا أراه فكرة غير معتادة وجديدة وجذابة للقارئ..
مشكلتي أنها جذابة للقارئ! لماذا نحتاج في هذا العصر إلى فعل كل هذا من أجل جذب قارئ؟! لماذا لا نستطيع جذب القارئ بمجرد أن الموضوع مهم والأسلوب شيق؟!
هل تحتم عليّ أن أحول المقال إلى ما يشبه شيئا آخر حتى أجعل القارئ يكمل معي إلى النهاية؟!
لا تضغط على تلك التفاعلات أيها القارئ، فهي تفاعلات وهمية، وضعتها منظرا فقط، خدعة أخرى مني حتى لا أجعلك تترك المقال وتذهب لفتح الفيسبوك 😔️، فهلا أكملت المقال للنهاية هذه المرة وأعدك أن أحكي لك شيئا يفيدك؟
يا رجل كفى مأساة! سأكمل معك للنهاية ولكن هلا توقفت عن الشكوى!
لقد صار ترك الناس للقراءة أمرا غير متحمَّل! ما المستقبل الذي ينتظرنا وقد تركنا الكتب؟! الكتب التي قال عنها شوقي:
أَنَا من بَدَّل بالكُتب الصحابا
لم أجد لي وافيا غير الكتابا
صاحب إن عبته أو لم تعب
ليس بالواجد للصاحب عابا
ومن قال أننا تركنا الكتب؟ هل رأيت الكتاب الذي علي أن أذاكره قبل امتحاني الذي هو بعد أسبوع؟
هذا ليس مقصدي.. ما أقصده هو تركنا للكتب في أوقات فراغنا.. الكتاب الذي أُجبرتَ على مذاكرته قبل الامتحان لا يُعَدّ من وقت فراغك.. بل من وقت عملك.. ففيم تقضي وقت فراغك؟
لم أركز أو ألاحظ أين أقضي وقت فراغي.. ولكن لِمَ هذا مهم؟ إنه من اسمه وقت فراغ، أي أنه يُقضى في أي شيء!
احذر يا عزيزي القارئ أن تكون مغبونا في وقت فراغك، قال رسول الله
وما الغبن؟
الغبن هو الخداع في البيع والشراء.. نقول غبنت فلانا في هذا البيع: أي غلبته في السعر فكان المكسب لك والخسارة له..
ولهذا سمى الله تعالى يوم القيامة يوم التغابن
وكيف يكون الإنسان مغبونا في نعمتي الصحة والفراغ؟
والمغبون في نعمة الفراغ هو المخدوع فيما ينفقه، فينفق ما رزقه الله من عمر فيما لا يفيد ولا ينفع.. فمثلا.. أن يقضي الشاب ساعات من عمره وهو جالس على المقهى يلعب الدومينو ويتدارسها مع أصحابه.. هذا مغبون في نعمة فراغه!
حسنا.. بدأت أفهمك! صدق رسول الله
بالضبط! وهذا موضوع مقالي اليوم.. لقد صارت مشكلة استهتار الشباب بأوقاتهم مشلكة شائعة حد الجنون! إني عايشت وأعايش هذا بين زملائي وأصحابي وأريد الحديث عنه حديثا مطنبا.. لكني سأحاول الاختصار قدر ما أستطيع حتى لا أسلب الكثير من وقتك..
فدعني آخذ القليل من وقت فراغك ولنقرأ عن تجربة علمية.. أظنني هكذا لن أغبنك في هذا الوقت وسأفيدك أليس كذلك؟
ابدأ ولا تستأذن!
تجربة الفئران والطعام المرذول
الطعام المرذول، أو Junk food هو طعام يتميز بطعم غني، بسبب الكثير من السكر أو الملح أو الزيت، دون أن يقابل ذلك الطعم الغني فائدة غذائية.
خذ على سبيل المثال الشيكولاتة.. ربما يكون طعم حلوى الشيكولاتة أغنى وأحلى من طعم ثمرة التفاح عند كثير من الناس.. ولكن ذلك الطعم الغني لا يقابله فائدة غذائية.. فالتفاح أفيد للطفل من الشيكولاتة!
يتميز الطعام المرذول عادة - بالإضافة إلى طعمه الغني - بسعره الرخيص، الذي يسمح للأطفال باستهلاكه قدر ما يريدون..
الآن.. جرب أن تسأل ابنك.. هل تريد كوبا من اللبن أم تريد حلوى شيكولاتة.. أيهمها تظنه سيختار؟
رغم أن كوب اللبن أصح وأفيد وأعلى سعرا غالبا فإن ابنك على الأرجح سيختار الحلوى! فهو إذا مغبون في طعامه!
لقد كان العنوان الذي وضعته تجربة الفئران والطعام المرذول
، لقد رأيت كلامك عن الطعام المرذول (ولاحظ أن كلامك لا يروق لي كثيرا.. وصبري محدود 🙃️) فأين الفئران؟
دعني أحكي لك.. في تجربة قام بها عالمان من معهد سكريبس عام 2008، تبين أن للطعام المرذول تأثيرا إدمانيا! لن أعطيك فرصة السؤال، دعني أكمل!
يقول الباحثان: لقد قسموا الفئران إلى مجموعات ثلاثة؛ المجموعة الأولى ليس لها وصول إلا لطعام فئران المعمل المعياري، وهو نوع طعام يُعطى لفئران المعمل ويحوي ما يحتاجه الفأر من مغذيات وألياف وفيتامينات.. لكن طعمه.. ليس أفضل شيء.
المجموعة الثانية لها أيضا وصول غير محدود لطعام فئران المعمل، ولكنها أيضا لها وصول محدود لطعام الكافيتيريا (الطعام المرذول).. أما المجموعة الثالثة، فلها وصول غير محدود لطعام الكافيتيريا ووصول غير محدود أيضا لطعام المعمل..
ليتني كنت في تلك المجموعة الثالثة آكل ما أريد قدر ما أريد!
ليتني كنت في تلك المجموعة الثالثة آكل ما أريد قدر ما أريد!
لا تتمنَّ تلك الأمنية يا ساذج! هل أخبرتك بالنتائج؟ بعد 40 يوما من هذه التجربة فإن زيادة الوزن ارتفع بشكل حاد في المجموعة الثالثة التي لها وصول غير محدود لطعام الكافيتيريا!
يا للمفاجأة، الفئران التي تأكل الحلوى زاد وزنها؟! لم أكن أتوقع هذا. توقف أيها المؤلف عن فزعي بالنتائج غير المتوقعة حتى لا أصاب بسكتة قلبية.
يا رجل دعني أكمل حديثي للنهاية! نعم زيادة الوزن متوقعة، لأن تلك المجموعة تأكل طعام الكافيتيرا الغني بالسعرات الحرارية، ولكن ماذا عن تغير عتبة المكافأة Reward threshold لدى تلك المجموعة؟!
إن عتبة المكافأة هو مقدار ما يحتاجه المخ من إحساس بالنشوة حتى يشعر بالفرحة، فإذا كانت عتبة المكافأة لدى فأر منخفضة فالفأر يحتاج لكمية قليلة من الطعام واللذة حتى يشعر بالفرحة، وإذا كانت عتبة المكافأة عالية فالفأر يحتاج لكثير من الطعام ومذاق غني حتى يشعر بنفس مقدار الفرحة..
لقد كانت عتبة المكافأة عند فئران المجموعة الثالثة أعلى مما هي في باقي المجموعات، أي: إن فئران المجموعة الثالثة تحتاج إلى كمية طعام أكبر حتى تشعر بنفس الفرحة التي يشعر بها فئران المجموعة الأولى! وهذا يرجع بسبب تعود تلك المجموعة على فيض من الدوبامين (أحد النواقل العصبية الأساسية في المكافأة) في أعصاب الدماغ، فصارت نسبة الدوبامين العادية لا تُشعره بالفرحة!
حتى الآن ليس هذا هو المهم، انظر لكن انظر للكمية التي يأكلها الفأر من المجموعة الثالثة من طعام المعمل المفيد له (الرسم D)، إنه كاد لا يتجه إليه إطلاقا، بل يأكل طعام الكافيتيريا حصرا! والآن لأقدم لك الحبكة.. بعد 40 يوما من تلك القواعد قرر العالمان تغيير تلك القواعد، فصارت كل المجموعات لا تُعطى أي طعام كافيتيريا، حتى المجموعة الثالثة، خمن ماذا حدث؟
لقد قررت فئران المجموعة الثالثة الإضراب عن الطعام!
ماذا قلت؟! بعض البشر لا يقدرونها!
أمزح.. كل ما حدث هو أن عتبة المكافأة عند تلك المجموعة لم تتغير حتى بعد سحب الطعام اللذيذ بـ14 يوما.. ما يعني أن تلك الفئران لا تشعر بأي فرحة عند أكل طعام المعمل، الذي هو الطعام الوحيد المتوفر لديها الآن.. هذا جعل تلك الفئران تدخل في أعراض تشبه الاكتئاب، حيث صارت لا تأكل طعام المعمل، وبدأت في خسارة وزنها تدريجيا..
إن تلك التجربة ( وهذا مصدرها ) يمكن أن تفسر سبب كون الأطفال مسدودي الشهية تجاه الطعام المفيد لهم، كالفاكهة والخضار واللبن وغيره، ومفتوحي الشهية للحلوى والمقرمشات والطعام المرذول الذي لا يغذيهم.. الوصول غير المحدود للطعام المرذول يرفع عتبة المكافأة، فيجعل الطعام المفيد بالنسبة لهم .. بلا مذاق!
علاقة ذلك بوقت الفراغ
طيب.. لقد صار المقال يتحدث عن نصائح للطعام الصحي للأطفال وليس عن وقت الفراغ كما أخبرتني!
دعنا من الطعام الآن أيها القارئ ولنعد.. أتتذكر أمنيتك في البداية؟ لقد تمنيت أن تكون في المجموعة الثالثة، وأنا أهنئك، أنت بالفعل في المجموعة الثالثة!
بهذه البساطة؟! وكيف ذلك 🙁️؟
انظر إلى الهاتف الذي تمسك به الآن.. هذا الهاتف يوفر لك ترفيها غير محدود تقريبا. يمكنك أن تفتح عليه الفيسبوك، اليوتيوب، الإنستجرام، الواتساب، التيكتوك، الألعاب الإلكترونية التي لا حصر لها، يمكنك سماع الموسيقى، يمكنك مشاهدة الأفلام.. إن الترفيه الذي يوفره لك هذا الهاتف يجعلك مثل الفأر الذي في المجموعة الثالثة، مغبونا! يرفع لك عتبة المكافأة، فترى قراءة الكتب أو الشعر أو ممارسة الرياضة أو الكتابة والتأليف أمرا عديم المذاق!
إن قضاء 5 دقائق على ترفيهيات الشاشة يبدو لوهلة أنه يضيع من عمرك 5 دقائق فقط، لكن تأثيره على دماغك أكبر من هذا بكثير! لقد صرت أرى الشباب يفتحون هاتفهم للترفيه كلما سنحت لهم دقيقة فراغ.. أليسوا كفئران المجموعة الثالثة؟
لعلمك، تشبيهنا بالفئران أيها المؤلف ليس مؤدبا..
طيب لا تشخصن كلامي وافهم مجازه 😁️..
إن ما تفعله في وقت الفراغ هو ما سيميزك عن الآخرين وسيحدد هويتك.. إذ ما تفعله في وقت العمل متماثل تقريبا مع ما يفعله جميع زملائك.. فيكون وقت فراغك هو ما يعطي لك هوية..
والسؤال لك هو: إذا سألتك فيمَ تريد قضاء وقت فراغك في السنوات العشر القادمات؟ فعلى الأرجح لن تذكر لي قضاءه في مواقع التواصل الاجتماعي أو لعب الطاولة والشطرنج، ورغم ذلك أنت تقضي الكثير من وقتك في ذلك، فهلا فكرت وتأملت هذا؟
ودعني أسألك سؤالا آخر: تخيل أن تصل إلى عمر التسعين وتنظر إلى ماضيك لترى كيف قضيت عمرك، فأتوا لك بهذا الرسم وقالوا لك: هكذا قضيت عمرك!
فما سيكون شعورك حينها؟ هل ستكون راضيا أم ستتمنى لو ترجع وتقضي ذلك الوقت في شيء آخر؟ قال الشاعر:
ألا ليت الشباب يعود يوما
فأخبره بما فعل المشيب
المشكلة ليست في الهواتف فحسب، فالأمر متعلق بإضاعة وقت الفراغ عامة.. البعض لا يضيعون وقت فراغهم في الهاتف، ولكنهم يقضون الساعات الطوال في المقاهي يلعبون الطاولة والدومينو والشطرنج، أو يقضِين الساعات الطوال في محادثات على الهاتف.. فكل ذلك قتل للوقت، والإنسان ما هو إلا أيام، فقتل الوقت جريمة انتحار بالبطيء تجري على مرئى ومسمع الجميع! قال الحسن البصري رحمه الله إنما أنت أيام مجموعة ، كلما مضى يوم مضى بعضك
.
وقال شاعر حكيم:
يسرّ المرء ما ذهب الليالي
وكان ذهابهنّ له ذهابا!
وقال شاعر حكيم آخر:
إذا مر بي يوم ولم أستفد هدى
ولم أكتسب علما فما ذاك من عمري!
الهاتف مجرد شيء فاقم المشكلة بجعلك في المجموعة الثالثة بكل سهولة، لكنه ليس السبب الوحيد!
حل مقترح
لقد أشعرتني بخطورة ما أنا فيه.. لقد انتبهت إلى أني أضيع عمري فيما لا يفيد، ولكن ما الحل في نظرك؟ هل نترك هواتفنا ونعود لهاتف نوكيا ذي الأزرار؟! أنا كثيرا ما أستفيد علما من قراءة منشورات الفيسبوك!
هاتفك سلاح ذو حدين.. إما أن تستعمله لتزيد به كل يوم علما وهدى، وإما أن تستعمله لإضاعة عمرك فيما لا يفيد.. لا تزعم أنك تستفيد من وقتك الذي تفتحه على الفيسبوك.. كل ما تقرؤه على ذلك التطبيق ستنساه بمجرد أن تمرره للأعلى.. لن يطبع فيك تأثيرا.. لن يغير فيك شيئا.. لقد قضيت ساعات من عمرك على هذا الموقع فما الفرق بينك قبل قضاء وبعد قضاء ذلك العمر؟ هذا على عكس قراءتك لكتاب التي قد تنير بصيرتك لما لم تكن تراه طوال عمرك دون أن تنساه!
وهل تطلب مني ترك الترفيه على الهاتف تماما؟!
لا طبعا، فالترفيه عندما يكون محدودا يكون محمودا، والنفس تسأم من طول الجد.. ولكن الترفيه على الهاتف ليس له حد كما قلت لك.. فما رأيك أن تنتقل للمجموعة الثانية؟ أن تحسب الوقت الذي تقضيه في الترفيه أمام الشاشة وتُحدده إلى ساعة في اليوم أو نصف ساعة في اليوم أو أيا كان ما يرضيك من وقت ترفيه يوميا؟
فإذا قضيت وقت ترفيهك على الشاشة وتعبت أثناء اليوم وأردت الترفيه فرفه بشيء آخر غير الشاشة.. جرب مثلا الرياضة أو قراءة كتاب أو تعلم الرسم أو العزف أو غيرها من النشاطات غير الإدمانية..
أحيانا أكون فارغا ولا أجد شيئا أفعله، ولا طاقة لي للقراءة أو التعلم، حينها يمكنني فتح الهاتف وتشغيل لعبة أو فتح الفيسبوك لبعض الوقت لأتجنب الملل.. فماذا أحدد وقت ترفيهي أمام الشاشة وأشعر بالملل؟
دعني أرد عليك بنقطتين: الأولى أن قولك لا طاقة لي للقراءة
حجة واهية، فالفأر في المجموعة الثالثة لا يتجه لطعام المعمل المفيد له ليس لأنه لا طاقة له لمضغ هذا الطعام.. بل لأنه صار لا يستلذ هذا الطعام
الثانية: من قال لك أن الملل سيء وعليك تجنبه؟! أنت على حق في أن الشباب في هذا العصر صاروا لا يشعرون بالملل إطلاقا! تخيل أن الشاب كلما شعر بالملل شغل هاتفه ليسلي نفسه، متى سيكون مبدعا؟ متى سيتأمل في خلق الله؟ متى سيفكر ويتدبر في أهدافه وطرق تحسين حياته؟
إن الملل يعطيك فرصة للتفكر والتدبر والإبداع، تخيل مثلا أن أحمد شوقي كان لديه هاتفا، وكان كلما شعر بالملل - ولو بسيطا - فتح ذلك الهاتف وجلس أمام الفيسبوك، هل كان سيخرج لنا بكل ذلك الشعر الجميل الذي أورثنا إياه؟
أكاد أجزم أن أعذب وأجمل الشعر يصدر من الشاعر وهو يشعر بالملل والوحدة! وهذا ليس كلاما إنشائيا فحسب، بل هو مدعوم بتجربة علمية، سأكتفي بوضع رابطها ولن أشرحها حتى لا يطول المقال أكثر من اللازم.. وكلامي أيضا مدعوم بشهادات الفنانين والمبدعين الذين قالوا إن أجمل إبداعاتهم جاءتهم وهم ملانون!
القسم للتحكم في النفس
إذا أنت ترى أن الشعور بالملل أفضل من فتح الهاتف.. ولكن النفس ضعيفة.. لنقل إني حددت لنفسي ساعة في اليوم ترفيها أمام الشاشة.. وقضيت تلك الساعة.. ثم شعرت بالملل، ستضعف نفسي حينها وسأفتح الهاتف! لن أستطيع التحكم في نفسي حينها!
أنت على حق.. النفس ضعيفة، ولكن ما رأيك أن تحول النفس الضعيفة إلى النفس اللوامة التي أقسم بها الله تعالى في قوله
فمتى كنت آخر مرة نفسا لوامة؟ متى راجعت نفسك ورأيت فيم قضيت عمرك الماضي، وفيم تريد قضاء عمرك المستقبل.. كالتاجر الذي يرجع ويحاسب نفسه ليعلم مكسبه من خسارته في المال، رغم أن المال الضائع يُعوَّض والعمر الضائع لا يُعوَّض!
أما بالنسبة لقولك أنك ستضعف وتفتح الهاتف، فأنا أعلم طريقة تضبط بها نفسك.. لا تستعملها كثيرا بل استعملها بحكمة، ألا وهي اليمين!
وكيف ذلك؟
لنقل إنك حددت لنفسك ساعة ترفيه كما تقول، ثم قضيت تلك الساعة، فإذا أردت ألا تضعف عليك أن تقسم
وماذا لو فتحته ناسيا؟
إن حنثت ناسيا لم توجب عليك كفارة تبعا لقول أغلب العلماء..
طيب ولماذا أقول
عادة عندما أقسم على نفسي قسما كهذا أستثني الاحتياج، فمثلا ماذا لو أقسمت ألا أرفه نفسي على شاشة إلى آخر اليوم، ثم قابلت شخصا عرض علي أن أشاهد فيديو معين أو أن ألعب معه لعبة.. فبدلا من أن أحرجه وأقول له لقد أقسمت ألا أفعل هذا
أوافق على ما يريد، واعتبرت ذلك عذرا.
جميل! سأجرب أن أقسم على نفسي لأروضها وأستغل عمري فيما يفيد.
وتذكر - قبل كل هذا - أن توفيقك واستنادك كله على الله، فاستعن به وادعه دائما، واستعذ دائما من الشيطان الرجيم، واستعذ - كما استعاذ رسولنا
التعليقات:
إرسال تعليق
هنا أنت الكاتب، قل ما تريد، كن مهذبا