التغافل من شيم الكرام.



أُحِبُّ مِنَ الإخْوانِ كُلَّ مُوَاتي * وَكلَّ غَضِيض الطَّرْفِ عَن عَثَرَاتي
هكذا قال الإمام الشافعي رحمه الله.
تأمل أخي كل مشاكلك التي أحدثتها مع زملائك وأقربائك، تأمل أسبابها، ربما أهانك أحدهم، لم يرد عليك، لم يلق لك بالا، ربما اغتابك، ربما تأخر ولم يأتِ في ميعاده، لقد أخطأ، أليس كذلك؟
أليست العديد من مشاكلك ما كانت لتوجد لو تغافلت؟ الناس كلهم خطاءون، فمن تتبع أخطاء الناس وزلاتهم أتعب نفسه وأتعب غيره.
في الواقع، بعض الناس لا يتركون أي صغيرة ولا كبيرة إلا ويحولونها إلى ملحمة! يشعرون أن كل خطأ صغير إهانة كبيرة لكرامتهم العزيزة، يأخذهم الكبرياء والكبر أن يتغافلوا أو يتجاهلوا، فهو كما قلت يتعب نفسه ويتعب غيره، فهل يستحق كل شيء عناءً ومشقةً؟ 
هل رأيت خطأ صغيرا من أحدهم؟ اهدأ، اكظم غيظك، وتغافل عن الأمر وحاول تجاهله قدر المستطاع، واحتسب أجرا عند الله ورضا منه، وتذكر أن أجر الآخرة أجمل من كبرياء الدنيا. إن المتغافل محبوب بين الناس، مقرب إليهم، وإن الذي تطغى عليه كبرياؤه مكروه بين الناس منبوذ.
تغافل ولا تظهر أنك تضايقت، ربما هو يشعر بالخجل فلا تزد خجله
تغافل حتى تنال رضا الله، تغافل حتى تكون محبوبا، تغافل عن صغائر الأخطاء وكثيرها ما استطعت ولا تلق لها بالا.
وفقنا الله إلى التغافل عن زلات الناس وأخطائهم.


التعليقات:

إرسال تعليق

هنا أنت الكاتب، قل ما تريد، كن مهذبا

يُشَغَّلُ من Blogger

تصميم الورشة مع تعديل وتطوير مني