تم تحديث مقال(الجلد، أكبر عضو فيك وأكثر عضو تراه. رحلة بين طبقاته.) إلى أسلوب القصة بتاريخ 26 يوليو، 2019
سقط ميكروبان على سطح راحة يد أحدهم، وبدءا يحاولان أن يخترقا ذلك الجلد حتى يصلا إلى الدم ويسببا المرض لهذا الرجل المسكين، ولكن ماذا سيقابلان أثناء رحلتهما عبر الجلد؟بدأ الميكروبان في اختراق الجلد والحفر فيه.
قال الميكروب الأول: "ما هذا الشيء الصلب، كيف سنخترقه!"
="لا تيأس يا صاح! سنعبره حتما."
-"كلا، أنت لا تعلم، هذا الشيء متين وصلب ومكون من الكثير من الطبقات، لقد أخبرني عنه والدي."
وهنا علي أن أقول أنه محق فيما يقول، فالجلد متين بالفعل ومكون من عدة طبقات.
يتكون الجلد من ثلاث طبقات رئيسة هن (بالترتيب من السطح الخارجي إلى داخل الجسم):
•البَشْرَة (Epidermis)
•الأَدَمَة (Dermis)
•الـلُّـحْمَة (Hypodermis)
حتى يصيبا الشخص بالمرض عليهما أن يصلا للطبقة الثانية وهي الأدمة، لأن فيها الأوعية الدموية التي يحتاجانها ليصلا لأي عضو في الجسم.
يحاولان الاختراق، فيَـنِـيـان ويتعبان، فيغضب الميكروب الثاني قائلا: "وهل كل هذا التركيب موجود على الإنسان حتى يحميه منا."
-"نعم هو كذلك! ليس لهذا الجلد فائدة إلا أنه يحميه منا ويمنعنا من الأكل، يالخبثه وشره وظلمه!"
وهنا هما مخطئان، فالجلد ليس فقط للحماية من الميكروبات والأمراض..
بداية.. فكر كيف سيكون منظرك وأنت بلا جلد وتظهر أحشاؤك وأعضاؤك.. مقرف.. أليس كذلك؟
ربما يكون المظهر الأنيق أحد وظائفه، لكنه أيضا ليس الوحيد، إليك بعض الوظائف الأخرى:
يحاولان الاختراق، فيَـنِـيـان ويتعبان، فيغضب الميكروب الثاني قائلا: "وهل كل هذا التركيب موجود على الإنسان حتى يحميه منا."
-"نعم هو كذلك! ليس لهذا الجلد فائدة إلا أنه يحميه منا ويمنعنا من الأكل، يالخبثه وشره وظلمه!"
وهنا هما مخطئان، فالجلد ليس فقط للحماية من الميكروبات والأمراض..
بداية.. فكر كيف سيكون منظرك وأنت بلا جلد وتظهر أحشاؤك وأعضاؤك.. مقرف.. أليس كذلك؟
ربما يكون المظهر الأنيق أحد وظائفه، لكنه أيضا ليس الوحيد، إليك بعض الوظائف الأخرى:
أ)يعزل الأعضاء فيزيائيا عن العالم الخارجي: وهو الوظيفة الأساسية للجلد، فهو بمثابة حائط حيث يفصل أعضاء الجسم عن كل ما في الخارج من احتكاك فيزيائي، ماء ورياح و إشعاع فوق بنفسجي، فلا مشكلة إذا غسلت جلدك بالليفة، أو سقط عليك الماء مثلا أو هبت عليك الرياح، فلن تؤثر على أحشائك مطلقا فهي مفصولة ومعزولة.
ب)الحماية من الجفاف: إذا بللت قطعة قماش بالماء ثم تركتها للهواء الطلق، تلاحظ جفاف هذا القماش، وذلك لتبخر الماء من القماش وهروبه إلى الهواء.
ياللهول! ألن أجف أنا بنفس الطريقة؟ بالطبع لا، جلدك المذهل قادر على أن يمنع تبخر الماء من أنسجتك كتبخره من قماش، فيبقى جسمك رطبا.
ج)الحماية من البكتيريا والفطريات، وهذه هي الوظيفة التي تزعج صاحبينا، جلدك يمنع أي ميكروب من الدخول إلى جسدك وإحداث المرض فيه.
وإذا نجح ودخل عبر جرح في الجلد مثلا فإن المناعة في الانتظار تنتظر وجبتها! ستقضي عليه بمجرد دخوله.
د)وظائف أخرى: كالإحساس باللمس أو تنظيم الحرارة أو تكوين فيتامين د.
-------------------------
نعود إلى حديث المكيروبين، لا زالا يحفران في البشرة بحثا عن الدم والغذاء، ويسعيان للوصول للأدمة.-"وأخيرا انتهينا من الحفر في هذه الطبقة."
="انظر، يبدو أن أمامنا طبقة أخرى."
-"جررر! ألن ننتهي؟!"
لنتعرف على البشرة لنعلم ما سيقابله صاحبانا من طبقات أخرى.
البشرة هي الطبقة الوحيدة التي تراها من جلدك، معززة ومقواة بالكيراتين، وتمنع تبخر الماء من الأدمة، وتمنع حدوث احتكاك فيزيائي مع الأدمة، ويمكنك أن تقول أنها أهم طبقة في الجلد.
البشرة عامة مكونة من خلايا تدعى الخلايا الكيراتينية.
ما الخلايا الكيراتينية؟ هي تلك الخلايا التي تحوي الكيراتين الذي يكسب البشرة قوة ويوفر العزل المائي، كما تقوم بتكوين عازل منيع ضد الميكروبات، وتقوم بحماية الطبقات السفلى من الاحتكاك.
ولكن ما مصدر تلك الخلايا الكيراتينية؟ سنعلم.. لا تقلق.
يقول الميكروب أنه انتهى من الحفر في أول طبقة، يبدو أنه يقصد الطبقة المُتَقَرِّنَةُ البَشَرَوِيَّة (stratum corneum)، تلك الطبقة التي تحتوي العديد من الطبقات من الخلايا الكيراتينية الميتة المليئة بالكيراتين، فهي أكثر طبقة مقواة بالكيراتين. أبشرك أيها الميكروب، إذا انتهيت من هذه الطبقة المقواة بالكيراتين، فإن الباقي سيكون سهلا..
طبقات البشرة. |
الظريف في الأمر أن البشرة في أغلب الأحيان تتكون من أربع طبقات فقط، أما في مناطق الجلد السميك فإن طبقة البشرة تتكون من خمس طبقات، والجلد السميك لا يوجد إلا في راحة اليد وقاعدة القدم، والميكروبان لسوء حظهما وقلة علمها يحفران في راحة اليد حيث يوجد الجلد السميك، مسكينان!
هذه الطبقة الزائدة التي توجد في الجلد السميك فقط تدعى الطبقة الصَّافِيَةَ الحُصَينِيَّة (stratum lucidum) تقع تحت الطبقة القرنية مباشرة لا فوقها، أي أن الطبقة القرنية دائما تكون في السطح، تلك الطبقة الصَّافِيَةَ الحُصَينِيَّة مكونة من ثلاثة أغلفة إلى خمسة من الخلايا الكيراتينية الميتة أيضا، ولكنها مليئة ببروتين يدعى الإليدين، هذا البروتين عند صعوده إلى الطبقة القرنية التي تحدثنا عنها من قبل سيتحول إلى الكيراتين الصلب، أي أنه مادة وسيطة في طريقها لتتحول إلى الكيراتين.
أما في باقي أماكن الجلد فإن تلك الطبقة لا نجدها، لذا فإن الكيراتين يتكون في الطبقة المتقرنة دون وجود أي طبقة وسيطة من الإليدين.
تلك الخلايا الكيراتينية مصدرها طبقة عند قاعدة البشرة تدعى الطَّبَقَةُ البَشَرَوِيَّة القَاعِدِيَّة (stratum basale)، تنقسم الخلايا عند تلك الطبقة، وتتحرك إلى الخارج، وتكون في هذه الحالة خلية جديدة تماما غير متمايزة.
أما في باقي أماكن الجلد فإن تلك الطبقة لا نجدها، لذا فإن الكيراتين يتكون في الطبقة المتقرنة دون وجود أي طبقة وسيطة من الإليدين.
تلك الخلايا الكيراتينية مصدرها طبقة عند قاعدة البشرة تدعى الطَّبَقَةُ البَشَرَوِيَّة القَاعِدِيَّة (stratum basale)، تنقسم الخلايا عند تلك الطبقة، وتتحرك إلى الخارج، وتكون في هذه الحالة خلية جديدة تماما غير متمايزة.
ربما هذا سبب قول الميكروب الأول: "يا صاح، أشعر أن الطبقات تدفعنا للخارج."
أجل، كلامه صحيح، هي تندفع للخارج بالفعل، فإن الطبقة القاعدية عند انقسام خلاياها تنتج خلايا تحاول الصعود للسطح، وتدفع ما فوقها للأعلى، فتدفع هي الأخرى ما فوقها للأعلى. نسير هكذا، وتستمر السلسلة حتى تسقط الخلايا التي كانت على السطح، مما يؤدي لتجديد خلايا الجلد وتحديثها باستمرار.
إذا الخلايا الكيراتينية تنقسم بدءا من الخلايا القاعدية، ثم تتحرك للأعلى وتبدأ في التمايز وتكوين الكيراتين، تمر بالطَّبَقَةُ الحُبَيبِيَّةُ البَشَرَوِيَّة (stratum granulosum)، ثم الطَّبَقَةُ الشَّائِكَةُ البَشَرَوِيَّة (Stratum Spinosum)، وفي كل مرحلة تمر بها تتطور وتتشكل الخلية الكيراتينية وتأخذ شكلا مسطحا وتكوِّن الكيراتين.
لماذا؟ استعدادا للوصول لآخر طبقة تكلمنا عنها في البداية وهي المتقرنة والتي توجد على السطح.
إذا الخلايا الكيراتينية تنقسم بدءا من الخلايا القاعدية، ثم تتحرك للأعلى وتبدأ في التمايز وتكوين الكيراتين، تمر بالطَّبَقَةُ الحُبَيبِيَّةُ البَشَرَوِيَّة (stratum granulosum)، ثم الطَّبَقَةُ الشَّائِكَةُ البَشَرَوِيَّة (Stratum Spinosum)، وفي كل مرحلة تمر بها تتطور وتتشكل الخلية الكيراتينية وتأخذ شكلا مسطحا وتكوِّن الكيراتين.
لماذا؟ استعدادا للوصول لآخر طبقة تكلمنا عنها في البداية وهي المتقرنة والتي توجد على السطح.
-"يا صاح، يبدو أنني أشم رائحة الطعام."
="وأخيرا! نعم ها هي الأدمة، لقد نجحنا يا صديقي!"
يبدو أن الميكروبان قويان بالفعل، وقد وصلا إلى الأدمة، هنيئا لهما، ولكن ما الأدمة؟
عند وصول الميكروبين إلى الأدمة، فإنهما سيلاقيان شبكة غليظة من الألياف، تدعى ألياف الكولاجين..
-"من الصعب التحرك وسط كل تلك الحبال يا صاح."
="أكمل المسير، علينا أن نصل، ولا رجعة."
هذه الألياف التي تضايقهما تندرج تحت نوعين:
الأول ألياف الكولاجين (collagen): والذي يكسب الأدمة قوة وصلابة.
والثاني الألياف المرنة: المكونة من مادة الإيلاستين (elastin) حتى تكسب الجلد خاصيتي المرونة والمطاطية، فتجده يعود لوضعه إذا حركته.
قوة تلك الطبقة تمنع انفصال طبقة البشرة عن الجسم بسبب التماسك الشديد القوي لأليافها، لذا لن تجد البشرة تسقط عن جسمك مثلا.
تقوم الأدمة بعدة وظائف أخرى، كاحتوائها جُرَيْبَات الشعر والغدد العرقية.
وصل الميكروبان إلى الدم، وحاولا أن يدخلاه، ولكن الالتهاب كان في الانتظار، حدث التهاب مفاجئ وأتت خلايا المناعة لتقضي عليهما في ثوانٍ، مسكينان!
ولكن هناك طبقة ثالثة في الجلد لم يصل لها الميكروبان وهي الـلُّحمة..
تلك التي تتكون من نسيج رخو، وتفيد تلك الطبقة في تخزين الدهون(نعم وتخزن السمنة.) ، وتوفير عزل وتوسيد مناسب للجلد عن الأعضاء الداخلية.
لا أريد أن أعرض لكم النتائج المأساوية لتلف الجلد، ولكن لك أن تتخيل:البكتيريا والفطريات تدخل بسهولة، ولا تستطيع المناعة القضاء على كل هذا، وأترك الباقي لخيالك.
هذا كان كل ما لدينا عن الجلد، لكن الأمر أوسع بكثير طبعا.
الصور والمحتوى من كتاب Anatomy and physiology, openstax
شكرا لك عل مجهوداتك
ردحذفعلى الرحب والسعة
حذف